كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)
بعض العلماء: الأَشْدُ جمع (شَدّ) -بالفتح- ككلب وأكلُب، وشَدّ وأشدُد.
والأشدّ: أصله (أشْدُد) حصل فيه الإدغام. وقال بعضهم: مفرده (شِدّ) بالكسر، كذئبِ وأَذؤُب، وهذه أقوال العلماء فيه، والمعنى صائر إلى شيء واحد.
والأَشُد هنا لا شك أنه بلوغ الحلم مع إيناس الرشد.
ومعنى (بلوغ النكاح) وهو بلوغ الحلم، وللبلوغ علامات معروفة عند العلماء (¬١)، منها السّن، وأكثر العلماء على أن سن البلوغ خمس عشرة سنة (¬٢)؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته ردّ أبناء أربع عشرة سنة، وأذِن في الغزو لأبناء خمس عشرة سنة (¬٣)، فدل ذلك أنهم صاروا رجالاً، وعن مالك: أن أقله بالسن ثمان عشرة سنة، وعن أبي حنيفة: تفريق بين الذكور والإناث معروف في فروع المذاهب، وليس فيه تحديد بنص من النصوص، وإنما هي اجتهادات في تحقيق المناط، كل يقول: إذا بلغ هذه السن فقد بلغ مبلغ الرجال، وكان بعض العلماء واللغويين يرى أنه إذا كان خمسة أشبار أنه بلغ مبلغ الرجال (¬٤)، وهذا القول يُروى عن علي بن أبي طالب،
---------------
(¬١) انظر: الفتح (٥/ ٢٧٧)، أضواء البيان (٢/ ٢٧٩).
(¬٢) أضواء البيان (٢/ ٢٧٩).
(¬٣) البخاري في الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم، حديث رقم: (٢٦٦٤)، (٥/ ٢٧٦)، وأخرجه في موضع آخر، انظر الحديث رقم: (٤٠٩٧)، ومسلم في الإمارة، باب بيان سن البلوغ، حديث رقم: (١٨٦٨)، (٣/ ١٤٩٠).
(¬٤) انظر: أضواء البيان (٢/ ٢٧٩).