كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

يعني: أبسبع رميت الجمر أم بثمان؟ ومنه قول الخنساء السُلمية الشاعرة، الخنساء بنت عمرو بن الشريد المشهورة (¬١):
قَذًى بِعَيْنَيْكَ أَمْ بِالْعَيْنِ عُوَّارُ ... أَمْ خِلْتَ إِذْ أَقْفَرَتْ مِنْ أَهْلِهَا الدَّارُ

تعني: أقذى بعينك؟ ومنه قول أُحيحة بن الجُلاح الأنصاري (¬٢):
وَمَا تَدْرِي وَإِنْ ذَمَّرْتَ سَقْباً ... لِغَيْرِكَ أَمْ يَكُونُ لَكَ الْفَصِيلُ

يعني: ألغيرك؟ وقول امرئ القيس (¬٣):
تَرُوحُ مِنَ الحَيِّ أَوْ تَبتَكِرْ ... وَمَاذَا عَلَيْكَ بِأَنْ تَنْتَظِرْ

وهو كثير في كلام العرب.
والحاصل أن قوله هنا: {وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} يدل على نفي الشرك عن نبي الله إبراهيم في الزمن الماضي كله أبداً، وهذا معنى قوله: {مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ}.
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المُسْلِمِينَ (١٦٣)} [الأنعام: الآيتان ١٦٢، ١٦٣].
قرأ هذا الحرف عامة القراء غير نافع {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المُسْلِمِينَ (١٦٣)} بفتح ياء {وَمَحْيَايَ} وسكون ياء {وَمَمَاتِي}، وقصر ألف {وَأَنَا} وعدم مدّها. وقرأ نافع وحده دون عامة القراء: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي
---------------
(¬١) السابق.
(¬٢) السابق.
(¬٣) مضى عند تفسير الآية (٧٦) من هذه السورة.

الصفحة 626