كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 3)

الأولى منها: فعل الأمر الصريح، نحو: {أَقِمِ الصَّلَاةَ} [الإسراء: آية ٧٨] وقوله هنا: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [الأعراف: آية ٣].
والثاني: اسم فعل الأمر، نحو: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ} [المائدة: آية ١٠٥].
والثالث: الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر، نحو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: آية ٦٣]، {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩)} [الحج: آية ٢٩].
والرابعة: هي المعروفة عند النحويين بالمصدر النائب عن فعله، نحو قوله: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: آية ٤] يعني: فاضربوا رقابهم. وكقول هند بنت عتبة يوم أُحد لما انهزم المشركون هزيمتهم الأولى، وقُتل حَمَلَة اللواء من بني عبد الدار، وبقي لواء قريش طريحاً حتى رفعته عمرة بنت علقمة الحارثية التي يقول فيها حسان (¬١):
وَلَوْلَا لِوَاءُ الحَارِثِيَّةِ أصْبَحُوا ... يُباعونَ في الأسْوَاقِ بَيْعَ الجَلائِبِ

عند ذلك قالت هند بنت عتبة بن ربيعة العَبْشَمِيَّة:
صَبراً بني عَبْدِ الدَّار
صَبْراً حُمَاةَ الأدْبَار
ضَرْباً بكُلِّ بتَّار (¬٢)
---------------
(¬١) ديوان حسان ص٢٩، السيرة لابن هشام ص٨٥٩.
(¬٢) السيرة لابن هشام ص٨٤٦.

الصفحة 21