كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 3)
إلى أن قال:
ولَسْتَ بِالأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى ... وَإِنَّمَا الْعِزَّةُ لِلْكَاثِرِ
فصرَّح بأن الكثرةَ تستلزمُ العزةَ، فهذا أفضلُ من قولِ السموألِ كما هو معروفٌ، وهذا معنَى قولِه: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ}.
{وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: آية ٨٦] العاقبةُ: من أسماءِ المصادرِ التي جاءت على وزنِ اسمِ فاعلٍ، فقد تقررَ في علمِ العربيةِ: أن المصدرَ ربما جاء بوزنِ ( ... ) (¬١) كأن يأتِي بوزنِ اسمِ الفاعلِ أو اسمِ المفعولِ، فَمِنَ المصادرِ الآتيةِ على وزنِ (فاعل): (عاقبة) بمعنَى: العُقْبَى. اسمُ مصدرٍ و (الفاعلة) أصلُها وزنُ (اسم فاعل). ومنه (العافيةُ) بمعنَى: المعافاةِ في أوزانٍ قليلةٍ معروفةٍ. ومن إتيانِ المصدرِ بمعنَى اسمِ المفعولِ قولُهم: مأسورٌ ومقتولٌ ومعقولٌ ( ... ) (¬٢) كما هو معروفٌ في محلِّه.
والعاقبةُ هي ما يؤولُ إليه الأمرُ في حالِه آخِرًا، سُمِّيَتْ (عاقبةً) لأنها تُبَيِّنُ الحقائقَ عقبَ الأمرِ الأولِ ( ... ) (¬٣) وما يؤولُ الشيءُ إليه ( ... ) (¬٤) كما تقدمَ (¬٥). ومعنَى هذا أن نَبِيَّ اللَّهِ شعيبًا ذكَّر قومَه نِعَمَ اللهِ، أن يُنِيبُوا إلى اللهِ ويشكروا له، وَحَذَّرَهُمْ من الإفسادِ في الأرضِ، وَبَيَّنَ لهم عاقبةَ السوءِ كما كانت عاقبةُ قومِ نوحٍ، وقومِ هودٍ، وقومِ
---------------
(¬١) في هذا الموضع كلمة غير واضحة.
(¬٢) في هذا الموضع كلام غير واضح.
(¬٣) في هذا الموضع كلام غير واضح. والكلام مستقيم بدونه.
(¬٤) في هذا الموضع كلام غير واضح. والكلام مستقيم بدونه.
(¬٥) مضى عند تفسير الآية (٨٤) من سورة الأعراف.
الصفحة 591
631