كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 3)

لِّلْمُتَّقِين (٢)} [البقرة: الآيتان ١، ٢] وقال في آل عمران: {الم (١) الله لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)} فأتبعه بقوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} الآية، [آل عمران: الآيات ١ - ٣] وقال هنا في الأعراف: {المص (١)} ثم أتبعه بقوله: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ} [الأعراف: الآيتان ١، ٢] وقال في سورة يونس: {الر} ثم أتبعه بقوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: آية ١] وقال في سورة يوسف: {الر} ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبين} [يوسف: آية ١] وقال في الرعد: {المر} ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ} الآية [الرعد: آية ١]، وقال في سورة الخليل: {الَر} ثم قال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم: آية ١]، وقال في سورة الحجر: {الَر} ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ} [الحجر: آية ١] وهكذا في سائر القرآن إلا في سورة مريم والقلم؛ حيث أتبع الحروف المقطعة في سورة مريم في قوله: {كهيعص (١)} بقوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢)} [مريم: الآيتان ١، ٢] وقال في القلم: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١)} [القلم: آية ١] مع أن هذه يُحتمل أن المراد بـ {وَمَا يَسْطُرُونَ} هو هذا القرآن العظيم؛ لأنه أعظم ما يُسطر، فيكون في مريم فقط.
وقوله: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ} [لأعراف: الآية ٢] أكثر العلماء على أن الكتاب خبر مبتدأ محذوف (¬١)، وحذف المسند إليه إذا دل المقام عليه نوع من الإيجاز معروف مقبول في النحو وفي المعاني، لا اختلاف فيه، وهذا هو الأظهر، أن قوله: {كِتابٌ} خبر مبتدأ
---------------
(¬١) انظر: ابن جرير (١٢/ ٢٩٥)، الدر المصون (٥/ ٢٤١).

الصفحة 8