كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

وممن قُتل في ذلك اليوم: النفر الذين قالوا: إنا كنا مستضعفين في الأرض، وهم علي بن أمية، والحارث بن زمعة بن الأسود، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة ابن عمه، والعاص (¬١).
هؤلاء النفر كانوا أسلموا وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وادعوا أنهم عجزوا عن الهجرة، وخرجوا يوم بدر مع قريش فقُتلوا جميعهم -والعياذ بالله- وأنزل الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} (¬٢) [النساء: الآية ٩٧]- والعياذ بالله - فقُتل هذا من أشراف قريش، وأُسر من أشرافهم سبعون. وممن أُسر منهم: العباس بن عبد المطلب، وابنا أخيه وهما: عقيل بن أبي طالب (رضي الله عنه) ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، وممن أُسر: سهيل بن عمرو (رضي الله عنه) كان أسره مالك بن الدخشم، وكان يقول (¬٣):
أسرتُ سُهيلاً فلا أبتغي ... أسيرًا به من جميع الأُمم
وخِنْدفُ تعلمُ أن الفتى ... سهيلاً فتاها إذ يُظَّلَمْ

فمنح الله المسلمين أكتاف الكفار يقتلون ويأسرون، وكسر الله شوكة الكفر، وأعلى كلمته، وأيَّد دينه.
---------------
(¬١) هو العاص بن منبه بن الحجاج.
(¬٢) السيرة لابن هشام ص ٦٨١، البداية والنهاية (٣/ ٢٩٦).
وأصل الحديث في الصحيح من غير تسميتهم، كتاب التفسير، باب {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ}. حديث رقم: (٤٥٩٦) (٨/ ٢٦٢).
(¬٣) السيرة لابن هشام ص٦٩٠.

الصفحة 510