كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

ستة منهم من المهاجرين، وستة منهم من الخزرج، واثنان منهم من الأوس؛ لأن الأوس في ذلك اليوم أقل من الخزرج؛ لأن ديار الخزرج في داخل المدينة قرب رسول الله، وديار الأوس في العوالي وقباء، كديار بني عمرو بن عوف، فالذين في داخل المدينة أكثرهم من الخزرج؛ ولذا كانوا هم الحاضرين فتمكنوا من الخروج، والنبي لم ينتظر الغائبين (¬١).
والستة الذين استُشهدوا من المهاجرين هم: عبيدة بن الحارث بن المطلب الذي ذكرنا أن قدمه بنصف ساقه قطعها عتبة بن ربيعة في المبارزة، ومنهم: عمير بن أبي وقاص (رضي الله عنه) أخو سعد بن أبي وقاص، قتله عمرو بن عبد ود، وقد كان أخوه سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قتل ذلك اليوم العاص بن هشام، ومن الذين استُشهدوا - أول من قُتل من المسلمين في ذلك اليوم - مِهْجَع مولى عمر بن الخطاب (¬٢)، ومِهْجَع هذا أصله رجل من بني عك، أصابه سباء فأعتقه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فكان مولاه، ويقال له مهجع عمر، وهو أول قتيل من المسلمين استشهد يوم بدر، ومات بعده من المسلمين رجل من الخزرج يُسَمَّى حارثة بن سراقة (رضي الله عنه) (¬٣)، وهو الذي سألت أمّه النبي صلى الله عليه وسلم
---------------
(¬١) قال ابن هشام في السيرة (ص٧٣٢): «فجميع من شهد بدرًا من الأوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ضرب له بسهمه وأجره: واحد وستون رجلاً» اهـ. ونقل عن ابن إسحاق (ص٧٤٥): «فجميع من شهد بدرًا من الخزرج مائة وسبعون رجلاً» اهـ.
(¬٢) السابق ص٦٦٦.
(¬٣) انظر: البداية والنهاية (٣/ ٢٧٤).

الصفحة 515