كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

(رضي الله عنه)، وعوف ومُعَوِّذ ابنا عفراء، أولاد الحارث بن عفراء، وهما أخوان ماتا ذلك اليوم، ورافع بن المعلى، وعمير بن الحمام (رضي الله عنه)، عمير بن الحمام بن الجموح، كان يأكل تمرات فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أيها المسلمون قُومُوا إلى جنَّة عَرْضُهَا السماواتُ والأرْضُ، واللهِ لَنْ يَقْتُلَ هؤلاء رجلاً مِنْكُمْ مُقْبلاً غيرَ مُدْبِرٍ إلا أدْخَلَهُ اللهُ الجَنَّةَ». فقال له عمير بن الحمام (رضي الله عنه): أما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟ قال: «نعَم»، فلفظ التمرات من فِيه وقال: إني إن أكلت هذه التمرات إنها لحياة طويلة، ثم أخذ سيفه (رضي الله عنه) فقاتل القوم حتى قتلوه (¬١).
هذه أربعة عشر رجلاً، ستة من المهاجرين وستة من الخزرج، واثنان من الأوس قُتلوا شهداء يوم بدر (رضي الله عنهم وأرضاهم).
وكانت في بدر أشعار كثيرة ومداولات بين المشركين وغيرهم، تكلم فيها كثير من شعراء المسلمين والكفار، فيها من شعر حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه)، وحسان بن ثابت، وغيرهما، وفيها من شعر الكفار: شعر ضرار بن الخطاب الفهري وغيره من شعراء قريش، وذلك باب إذا ذكرناه يطول بنا المقام، فنذكر منه قليلاً: فحسان (رضي الله عنه) شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر ما كان من
---------------
(¬١) مسلم في الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، حديث رقم: (١٩٠١) (٣/ ١٥٠٩) وفيه التصريح أن ذلك يوم بدر، وأخرج البخاري نحوه في المغازي، باب غزوة أُحد، حديث رقم: (٤٠٤٦) (٧/ ٣٥٤) وليس فيه تسمية صاحب القصة، وفيه التصريح أن ذلك يوم أحد، وقد ذهب الحافظ إلى أنهما قصتان. الفتح (٧/ ٣٥٤).

الصفحة 517