كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

هل يسمعنَّ النضرُ إن ناديتُه ... أم كيف يسمعُ ميتٌ لا ينطقُ ...
أمحمدٌ يا خيرَ ضَيْءِ كريمة ... في قومِهَا والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِقُ ...
ما كان ضَرَّكَ لو مَنَنْتَ ورُبَّما ... مَنَّ الفَتى وهو المغيظُ المُحْنَقُ (¬١) ...
فالنَّضْرُ أقربُ مَنْ أَسَرْتَ قرابةً ... وأحقُّهم إن كانَ عِتْقٌ يُعْتَقُ ...
ظَلَّتْ سيوفُ بني أبيهِ تَنُوشُه ... للهِ أرحامٌ هُنَاكَ تُشَقَّقُ ...
صَبْرًا يُقادُ إلى المنيةِ مُتْعَبًا ... رَسْفُ المُقَيَّدِ وهو عان مُوثَقُ

ولما أراد قتل عقبة بن أبي معيط قال: أَأُقتل بين قريش صبرًا؟ من للصبية؟ قال له صلى الله عليه وسلم: «لهُمُ النَّارُ» (¬٢). وذكر بعض المؤرخين أنه قال: أَأُقتل بين قريش صبرًا؟ قال: «إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ يَهُودِ صفوريّة» (¬٣).
كما ذكره بعضهم (¬٤).
وعقبة هذا كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروه أنه مرّ عليه يومًا ساجدًا فوضع رجله على عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد حتى آذاه -قبحه الله- فقتله الله وأراح المسلمين منه.
وهذا طرف من هذا المشهد العظيم والغزوة الكبيرة سنُلمّ في بعض أطرافه بعد هذا، وهذه السورة الكريمة كلها نازلة في هذه الغزوة، وسيُكرر بعض هذا ويأتي ما لم يذكر فيه في مناسبة قرآنية من
---------------
(¬١) أسقط الشيخ (رحمه الله) بيتًا بعد هذا البيت.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٠٥، ٢٠٦)، وأبو داود في المراسيل ص٢٣١، والبيهقي (٩/ ٦٤ - ٦٥) والحاكم (٢/ ١٢٤). وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» اهـ ووافقه الذهبي.
(¬٣) لم أقف على هذه الجملة الأخيرة إلا في «معجم ما استعجم» (٣/ ٨٣٧).
(¬٤) السيرة لابن هشام ص٦٨٤. وفي البزار (كشف الأستار) (٢/ ٣٢٠): «بكفرك بالله وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم».

الصفحة 522