كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

ويجمعونه على أباطيل على غير قياس، ومنه قوله (¬١):
كانت مواعيدُ عرقوبٍ لها مَثَلاً ... وما مَوَاعيدُهَا إلا الأَباطِيلُ
هذا كعب بن زهير جمع الباطل على (أباطيل) على غير قياس، ويجوز جمعه على القياس، وجمع الباطل على القياس أن يقال في جمعه: (بواطل) كما هو معروف؛ لأن (الفاعل) إذا كان اسمًا أو وصفًا لغير عاقل اطَّرد جمعه على (فواعل) كما هو معروف في محله.
قوله: {وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: الآية ٨] يعني يفعل ذلك والحال لو كره المجرمون ذلك، والمجرمون (¬٢): جمع تصحيح للمجرم، والمجرم اسم فاعل الإجرام وهو مرتكب الجريمة، والجريمة: الذنب العظيم الذي يستحق صاحبه عليه النكال. وهذا معنى قوله: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨)} [الأنفال: الآية ٨].
قال الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَاّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَاّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠)} [الأنفال: الآيتان ٩، ١٠].
{أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: الآية ٩] قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير نافع وحده: {مُرْدِفِينَ} بكسر الدال، بصيغة اسم الفاعل. وقرأه نافع من السبعة وحده:
---------------
(¬١) شرح قصيدة بانت سعاد للتبريزي ص١٧.
(¬٢) مضى عند تفسير الآية (٥٥) من سورة الأنعام.

الصفحة 529