كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 4)

{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} [الأعراف: آية ١٠٣] الملأ (¬١): أشراف الجماعة من الذكور. و (فرعون) هو ملك مصر. يقولون: إن كل من ملَكَ مصر يُسمى (فرعون) كما هو معروف من تسمية (كسرى) و (قيصر) لكل من مَلَك ذلك المحل المعروف، وبعض العلماء يقول: (فرعون) لفظ عربي من تَفْرَعَن الرجل إذا كان ذا مكر ودهاء، وعلى تقدير أن (فرعون) لفظ عربي فوزنه: (فِعْلَول) باللام لا (فِعْلَون) بالنون. وبعضهم يقول: هو اسم أعجمي، وهو الأظهر؛ لأنه لو كان عربيًّا لما مُنع من الصرف؛ لأن هذا الوزن إذا كان عربيًّا قد لا يُمنع من الصرف (¬٢). وفرعون المذكور هنا هو ملك مصر الذي جاءه موسى وأُرسل إليه، وقصَّ الله من خبره ما قص، والمؤرخون والمفسرون بعضهم يقول: اسمه: (طالوس)، وبعضهم يقول اسمه: الوليد بن مصعب بن الريان كما هو معروف في تاريخه.
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} أي: أشراف جماعته {بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ} قوله: {بِآيَاتِنَا} [الأعراف: آية ١٠٣] أي: بمعجزاتنا التي جاء بها موسى.
وقد قدمنا في هذه الدروس مرارًا (¬٣) أن المحققين من علماء العربية يقولون: إن أصل الآية (أَيَيَة) فوزنها (فَعَلَة) وفاؤها همزة، وعينها ولامها كلاهما ياء (أَيَيَة) وقد اجتمع فيها موجبا إعلال؛ لأن العين واللام كلتاهما ياء مفتوحة قبلها فتحة أصلية. فالإعلال تكرر
---------------
(¬١) مضى عند تفسير الآية (٦٠) من هذه السورة
(¬٢) مضى عند تفسير الآية (٤٩) من سورة البقرة.
(¬٣) مضى عند تفسير الآية (٧٣) من سورة البقرة.

الصفحة 60