كتاب نقد الشعر
وله:
إن البخيلَ ملومٌ حيثُ كانَ ولَك ... نَّ الجوادَ على علاتهِ هرمُ
هوَ الجوادُ الذي يعطيكَ نائلَه ... عفْواً ويظلمُ أحياناً فَيَظَّلِمُ
ومن ذلك قول الحطيئة في بني بغيض:
وإنَّ التي نكبتَها عنْ مَعَاشِرٍ ... عليِّ غضاب أن صددتُ كما صدُّوا
أتتْ آل شماسِ بن لأي وإنمَا ... أتاهمْ بها الأحلامُ والحسبُ العِدُّ
ومنها:
يسوسونَ أحلاماً بعِيداً أناتُها ... وإن غضِبُوا جاءَ الحفيظةُ والجدُّ
أقلوا عليهمْ لا أباً لأبيكمُ ... من اللومِ أو سدُّوا المكانَ الذي سدُّوا
أولئكَ قومٌ إن بَنَوْا أحسَنُوا البِنَا ... وإن عاهدُوا أوفَوْا وإن عَقَدُوا شدُّوا
وإن كانَتْ النعمَى عليهم جَزَوْا بِهَا ... وإن أنعَمُوا لاكدروهَا ولا كدُّوا
وتعذلِني أفناءُ سَعْدٍ عليهمُ ... وما قلتُ إلا بالذِي علمتْ سَعْدُ
ومن ذلك قول الأخطل:
صُمٌّ عن الجَهْلِ عن قيلِ الخَنا خُرُسٌ ... إذا ألَمَّتْ بهم مكروهةٌ صبَرُوا
شمسُ العداوةِ حتى يستقادَ لهمْ ... وأعظمُ الناسِ أحلاماً إذا قَدَرُوا
ومن ذلك ما أنشدنا أحمد بن يحيى:
ميامينُ يرضونَ السياسَةَ إن كُفُوا ... ويَكْفُون إن ساسُوا بِغَيْرٍ تَكَلُّفِ
إذا صرفوا للحقِّ يوماً تَصَرَّفُوا ... إذا الجاهِلُ الحَيْرَانُ لم يَتَصَرَّفِ
وإن كانَ فيهم موسرٌ يغْنِ فَضْلُهُ ... وإن كانَ فيهمْ مُعْسِرٌ يَتَعفَّفِ
وأنشدنا أيضاً:
وفتيانِ صِدْقٍ يا يبثنَ صحبْتُهُمْ ... يزيدهمُ هَوْلُ الجَنَابِ تاسِيَا
فإن يكُ خيراً يُحْسنُوا ملأ به ... وإن يكُ شراً يحسبوهُ تحاسيَا
وأنشدنا أيضاً:
إذا المحلُ أنسى العفةَ الناسَ ذببتْ ... وحامتْ عن الأحسابِ بكرُ بن وائلِ
الصفحة 24
93