كتاب نقد الشعر
نعت ائتلاف اللفظ مع المعنى.
ومن أنواع ائتلاف اللفظ مع المعنى المساواة.
المساواة:
وهو أن يكون اللفظ مساوياً للمعنى، حتى لا يزيد عليه ولا ينقص عنه، وهذه هي البلاغة التي وصف بها بعض الكتاب رجلاً فقال: كانت ألفاظه قوالب لمعانيه، أي هي مساوية لها لا يفضل أحدهما على الآخر، وذلك مثل قول امرئ القيس:
فإن تكتمُوا الداءَ لا نخفهِ ... وإن تبعَثُوا الحربَ لا نقعدِ
وإن تقتلونَا تقتلكمُ ... وإن تقصدُوا لدمٍ نقصدِ
وأعددتُ للحربَ وثابةً ... جوادَ المحثةِ والمردودِ
ومثل قول زهير:
ومهمَا تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ ... وإن خالهَا تخفَى على الناسِ تعلمِ
ومثل قوله:
إذا أنتَ لم تقصرْ عن الجهلِ والخنَا ... أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
ومثل قوله:
سعَى بعدهمْ قومٌ لكي يدركوهمُ ... فلم يدركُوا ولم يليمُوا ولم يألُوا
ومثل قول طرفة:
لعمركَ إن الموتَ ما أخطأَ الفتَى ... لكالطولِ المرخَى وثنياهُ باليدِ
ستبدِى لك الأيامُ ما كنتَ جاهِلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ منْ لم تزودِ
ومثله قول خالد بن زهير ابن أخي أبي ذؤيب الهذلي:
فلا تجزعنْ من سنَّةٍ أنتَ سرتَها ... فأولُ راضٍ سنة من يسيرُها
ومثل قول ليلى الأخيلية:
فلا يبعدنكَ الله يا توبَ إنّما ... لقاءُ المنايَا دارِعاً مثل حاسرِ
ومن أنواع ائتلاف اللفظ والمعنى الإشارة:
الإشارة:
وهو أن يكون اللفظ القليل مشتملاً على معان كثيرة بإيماء إليها أو لمحة تدل
الصفحة 55
93