كتاب نزهة الألباء في طبقات الأدباء

أحد منه.
وأخذ أبو عمر الجرمي اللغة عن أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي وطبقتهم؛ وكان صاحب دين وإخاء وورع، وصنف كتبا كثيرة؛ منها مختصره المشهور في النحو؛ ويقال: إنه كان لكما صنف منه باباً صلى ركعتين بالمقام، ودعا بأن ينتفع به، ويبارك فيه.
وقال أبو علي الفارسي: قل من اشتغل بمختصر الجرمي إلاّ صارت له بالنحو صناعة.
ويروى أنه اجتمع أبو عمر الجرمي والأصمعي، فقال الجرمي للأصمعي: كيف تصغر "مختار"؟ فقال: "مخير"، فقال الجرمي: أخطأت، إنما هو "مخيتير".
ويروى أنه قال له الأصمعي: كيف تنشد هذا البيت:
قد كن بخبأن الوجوه تستراً ... فالآن حين بدون للنظار
أو "بدأن"؟ فقال: "بدأن" فقال له الأصمعي: أخطأت؛ إنما هو "بدون"، أي ظهرن.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: قال لي ابن قادم: قدم أبو عمر

الصفحة 115