كتاب نزهة الألباء في طبقات الأدباء

وسأله يوماً ولد النقيب الطاهر، عن "الآل" فقال: الآل: الذي يرفع الشخوص أول النهار وآخره، والأصل فيه الشخص، يقال: هذا آل قد بدا، أي شخص، والآل أهل البيت، وذكر فيه وجوهاً. فقال له ولد النقيب: هل جاء في اللغة في الآل غير هذا؟ فقال: لا، فقلت: ما تقول في قول زهير:
فلم يبق إلا آل خيم منضد
أليس المراد به عيدان الخيم؟ فقال: أليس قد قلت: إن الآل في الأصل هو الشخص، في قولهم: هذا آل قد بدا، أي شخص قد ظهر، فقوله: "آل خيم، يرجع إلى هذا، وجعل يصفني لولد النقيب، ويقول: فيه وفيه ...
ولقد حكى يوماً قول أبي العباس المبرد في بناء: "حذام وقطام" إنه اجتمع فيه ثلاث علل: التعريف والتأنيث والعدل؛ فبعلتين يجب منه الصرف وبالثالثة يجب البناء، إذ ليس بعد منع الصرف إلا البناء، فقلت له: هذا التعليل ينتقض بقولهم: أذربيجان، فإن فيه أكثر من ثلاث علل، ومع هذا فليس بمبني، بل هو معرب غير منصرف، فقال الشريف: هكذا قيل، وهكذا قيل عليه.
وكان الشريف بن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية،

الصفحة 301