كتاب نيل الأمل في ذيل الدول (اسم الجزء: 2)

[حوادث] سنة خمس وسبعين وسبعمائة
[المحرّم]
[الفتنة بين الأتابك ألجاي والسلطان]
/ 196 / استهلّت بالخميس.
وكانت عادة الأتابك ألجاي اليوسفي أنه يسكن الغور من القلعة، ويحضر الأشرفية في كل إثنين وخميس، وإليه أمور الدولة ويناظرها بأجمعها، وكان معزّزا عند السلطان زوجا لأمّه، فلما ماتت على ما تقدّم أراد أن يزوّجه بإبنته على ما عرفت، فقيل له: إنّ ذلك لا يحلّ، فعوّضه سريّة من حظاياه وجهّزها جهازا هائلا وأزوجها له، ثم تنكر ما بينه وبين السلطان بسبب تركة أمّه، فبلغه عن السلطان ما يكره، فاحترز على نفسه، وامتنع من ليلة سادس هذا الشهر عن طلوعه للقلعة على عادته، وبعث يعتذر إلى السلطان عن ذلك، وأخذ في استعداده للحرب، وفرّق السلاح على جماعة مماليكه. وبلغ السلطان ذلك، فألبس مماليكه واستعدّ لحربه.
[450]- وأصبح الحرب في يوم الأربعاء سابعه بين السلطانين وبين الألجائية. ووقعت أمور يطول شرحها، حتى هزم وهرب بنفسه، فتتبّع أثره إلى أن رمى بنفسه وفرسه في بحر النيل فغرق وأخرج ميتا (¬1)، وأحضر إلى مدرسته فدفنوه بها في يوم عاشورا، وذهب كأنه لم يكن.
وكان من مماليك الناصر حسن، وترقّى إلى الحجوبية الكبرى، ثم الخازندارية، ثم سجن بالإسكندرية في فتنة أسندمر، ثم أخرج وصيّر أمير سلاح، ثم ولّي الأتابكية، وصار إليه المرجع في الأمور، ثم مات كما ذكرناه.
وكان حسن الشكل، متودّدا إلى الغاية، ومع ذلك فإنه ركب عليهم في سنة تسعين،
¬_________
(¬1) انظر عن (ألجاي) في: النفحة المسكية 212 رقم 78، والذيل على العبر 2/ 367، والسلوك ج 3 ق 1/ 212 - 214، و 230، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 429، وإنباء الغمر 1/ 56، وتاريخ ابن خلدون 5/ 460، ووجيز الكلام 1/ 197 رقم 411 و 203 رقم 427، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 117 و 119، 120، والدرر الكامنة 1/ 405 رقم 1045، والدليل الشافي 1/ 148 رقم 526، والنجوم الزاهرة 11/ 129، والمنهل الصافي 3/ 40 - 44 رقم 527.

الصفحة 54