كتاب نيل الأمل في ذيل الدول (اسم الجزء: 7)

هو وإيّاه والسيد الشريف القصيريّ على صرفه من القضاء، وتوليته إنسانا بحلب يقال له شمس الدين الحلاويّ أحد نواب ابن الشحنة قاضي حلب يولّيه قضاء دمشق من غير مراجعة السلطان، وقدم إلى دمشق بكاملية عليه، ولم يقرّ له توقيع على العادة، وباشر الحكم بها مدّة، وكذا فعل بالقاضي المالكيّ أيضا، وقرّر عوضه الشهاب المرينيّ، ثم بعد مدّة بعث السلطان إليها (¬1) بالخلع والتواقيع، ثم بعد مدّة أعيد ابن (¬2) قاضي عجلون إلى قضائه (¬3).

[وفاة البرهان ابن الديري]
[2880]- وفيه مات البرهان بن الدّيريّ (¬4)، قاضي القضاة (إبراهيم بن) (¬5) محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح (¬6) العبسي، القدسي، الحنفيّ.
وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، رئيسا، حشما، أدوبا، عاقلا، عارفا.
سمع على جماعة، وولي عدّة تداريس، من ذلك مشيخة المؤيّدية، وولي عدّة ولايات غيرها، من ذلك كتابة السرّ، ثم القضاء الأكبر (¬7).

[ركوب السلطان]
وفيه (¬8) ركب السلطان ونزل من قلعته ومعه أتابك أزبك وعدّة من أمرائه وخواصّه، وصار إلى جهة شيبين القصر للتنزّه هناك، وبينا هو سائر إذ شبّ فرس الأتابك ورفس، فأصابت الرفسة قصبة ساق السلطان، فانشعرت، بل أشيع بأنه انكسر، فأخذ السلطان يظهر التجلّد، ثم أسرع إلى شيبين ونزل بها، فقوي عليه الألم، فبعث بطلب المجبّرين والجرائحية، وطلب محفّة يعود فيها.
¬_________
(¬1) كذا. والمراد: إلى دمشق.
(¬2) في الأصل: «بن».
(¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر التي تحت يدي، سوى أنّ «البصروي» يقول: في سابع المحرم دخل القاضي شمس الدين الحلاوي الحنفي دمشق، متولّيا قضاء الحنفية بها. (تاريخ البصروي 49) وفي عشرية، خلع على القاضي شهاب الدين المريني المالكي بقضاء المالكية. (ص 49).
(¬4) انظر عن (البرهان بن الديري) في: إنباء الهصر 319، 320 و 446 - 449 رقم 1، والذيل على رفع الإصر 4 - 12 ووقع فيه: «الدبري» و «الديري» ووجيز الكلام 2/ 834، 835 رقم 1913، والضوء اللامع 1/ 150، 151، ونظم العقيان 26، 27 رقم 12، والمنجم في المعجم 92، 93 رقم 20، وبدائع الزهور 3/ 61، والطبقات السنية 266 - 269 رقم 81. و «الديري»: نسبة إلى موضع بالبصرة يقال له نهر الدير، وهي قرية كبيرة. (اللباب لابن الأثير 1/ 437).
(¬5) ما بين القوسن عن هامش المخطوط.
(¬6) في المنجم في المعجم، ونظم العقيان: «. . . بن سعد بن أبي بكر بن مصلح».
(¬7) ومولده في سنة 810 هـ‍.
(¬8) في الأصل: «ومولد».

الصفحة 12