كتاب نيل الأمل في ذيل الدول (اسم الجزء: 8)

باللجام، فشبّ به، وسقط إلى الأرض على جنبه والسلطان عليه، ورجله تحت جنب الفرس، بل وشيئا (¬1) من جسده، وشجّ في جبينه وسال دمه وأغمي عليه، وقد انكسر عظم فخذه وأرجف بالقلعة بموته، وكادت أن تموج القاهرة بأهلها، وكثرت الأراجيف، والقال والقيل بالقلعة والقاهرة، (وعيّن إنسان) (¬2) / 353 ب / من الخاصكية بالتّوجّه للبلاد الشامية بالأخبار بما وقع لئلاّ يظنّ موت السلطان فيفسد (¬3) الأحوال (¬4).
ووقعت أمور بالقاهرة يطول الشرح في ذكرها.

[وفاة تنبك الإياسي]
[3369]- وفيه مات بحلب تنبك (¬5) الإياسي (¬6)، الأشرفيّ، أحد العشرات، والحاجب الثاني.
وكان خيّرا، ديّنا، عارفا بفنون الفروسية، وله سماع.
وقد أفرد (¬7) ولده الشهاب أحمد (¬8) الفاضل المحدّث له ترجمة على حدة، جيّدة (¬9).

[وفاة الزين الإبناسي]
[3370]- وفيه مات الزين الإبناسي (¬10)، عبد الرحيم بن إبراهيم بن حجّاج القاهري، الشافعيّ.
¬_________
(¬1) الصواب: «بل وشيء».
(¬2) ما بين القوسين تكرّر في آخر الصفحة وأول التي تليها.
(¬3) الصواب: «فتفسد».
(¬4) خبر وقوع السلطان في: الأنس الجليل 2/ 463، وبدائع الزهور 3/ 227، وفيه: وقد نظم بعض شعراء العصر، وهو الشهاب المنصوري، يعتذر عن هذه الواقعة بهذين البيتين، وهو قوله: وقد زعموا أنّ الجواد كبابه وحاشاه من عيب يضاف إليه ولكن رأى سلطان عزّ وهيبة فقبّل وجه الأرض بين يديه
(¬5) انظر عن (تنبك) في: الضوء اللامع 3/ 26 رقم 124 وفيه: «تاني بك».
(¬6) في المخطوط: «الإلياسي».
(¬7) في المخطوط: «اقرر».
(¬8) انظر عن (أحمد بن تاني بك) في: الضوء اللامع 1/ 265، 266، وهو ولد في سنة 863 هـ‍. ولم يؤرّخ لوفاته: وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 88، 89، رقم 36، ولم يذكره كحالة في معجم المؤلفين.
(¬9) وكناه بأبي محمد، ولقّبه: أسد الدين.
(¬10) انظر عن (الزين الإبناسي) في: وجيز الكلام 3/ 984، 985 رقم 2175، والضوء اللامع 4/ 164 - 166 رقم 437، ونظم العقيان 127 =

الصفحة 22