الدعوات المجابة والرؤيا الصادقة لا ينكرها أحد
والذين ذكر عنهم إنكار كرامات الأولياء1 من المعتزلة وغيرهم؛ كأبي إسحاق الاسفرايني، وأبي محمد بن أبي زيد؛ وكما ذكر ذلك أبو محمد بن حزم2، لا ينكرون الدعوات المجابة، ولا ينكرون الرؤيا الصادقة؛ فإن هذا متفق عليه بين المسلمين3؛ وهو أن الله تعالى قد يخصّ بعض عباده بإجابة دعائه أكثر من بعض، ويخصّ بعضهم بما يريه من المبشّرات. وقد كان سعد بن أبي وقاص معروفاً بإجابة الدعاء؛ فإنّ النبيّ [صلى الله عليه وسلم] 4 قال: "اللهمّ سدّد رميته، وأجب دعوته"5. وحكاياته في ذلك مشهورة6.
__________
1 سبق ذلك في ص 148-149، 986 من هذا الكتاب.
2 انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل 52-4، 8. والمحلى 136. والدرة فيما يجب اعتقاده ص 192.
3 انظر إثبات الرؤيا، والدعوات المجابة عند ابن حزم، والمعتزلة في: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 58، 14. والأصول والفروع له ص 134. وتفسير الزمخشري المعتزلي 2243.
ونقل السبكي عن الاسفراييني أنه قال: "وإنما بالغ الكرامات إجابة دعوة، أو موافاة ماء في بادية في غير موقع المياه، أو مضاهي ذلك، مما ينحط عن العادة". طبقات الشافعية 2315.
4 في ((خ)) : صلعم.
5 انظر: طبقات الشافعية للسبكي 2331. والبداية والنهاية لابن كثير 778.
وعند الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك". سنن الترمذي 5649، كتاب المناقب، باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والحاكم في مستدركه 3499، وصححه، ووافقه الذهبي.
6 انظر بعض هذه الدعوات التي دعا بها سعد، فاستجيب له في: البداية والنهاية 778-80. وسير أعلام النبلاء 1112-117.