كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

إذا اشتدّ الحرب، يقولون: يا براء أقسم على ربك، فيقسم على ربه، فينصرون1.
والقَسَمُ: قيل: هو من جنس الدعاء2، لكن هو طلب مؤكّد بالقسم. فالسائل يخضع، ويقول: أعطني. والمقسم يقول: عليك لتعطيني، وهو خاضعٌ سائلٌ.
بعض المتصوفة يدعي لنفسه من الكرامات ما لا يجوز أن يكون للأنبياء
لكن من الناس من يدّعي له من الكرامات ما لا يجوز أن يكون للأنبياء3؛
__________
1 روى الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء ابن مالك". سنن الترمذي 5692، كتاب المناقب، باب مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكان البراء إذا اشتدت الحرب بين المسلمين والكفار يقولون: يا براء أقسم على ربك. فيقسم على الله، فتنهزم الكفار. فلما كانوا على قنطرة بالسوس، قالوا: يا براء أقسم على ربك، فقال: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد. فأبرّ الله قسمه، فانهزم العدو، واستشهد البراء بن مالك يومئذ. وهذا هو أخو أنس بن مالك قتل مائة رجل مبارزة، غير من شرك في دمه، وحمل يوم مسيلمة على ترس، ورمي به إلى الحديقة حتى فتح الباب". مجموع الفتاوى 1205.
2 لم أجد هذا المعنى - في مادة قَسَمَ - في كتب اللغة التالية: لسان العرب، وتهذيب اللغة، والقاموس المحيط، والمفردات، والمصباح المنير.
وقد تكلم شيخ الإسلام رحمه الله عن هذا الموضوع بالتفصيل في مجموع الفتاوى1205-206.
3 شيخ الإسلام رحمه الله يُنبّه هاهنا على خرافات ملاحدة الصوفية الذين يضاهئون كرامات أوليائهم بأفعال الله تعالى، فيجعلونهم ينفعون ويضرون، ويحيون ويميتون.

الصفحة 1033