كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

وقول من يقول: إنه مخدوم. وهم متوقفون [فيه، لا] 1 يقطعون [بوجود] 2 مخدوم كاهن3، كما يقطعون [بوجود] 4 الساحر؛ [لأنه] 5 في زمانهم وجد الساحر.
والقرآن أخبرنا بالسحر في سورة البقرة6، بخلاف الكاهن؛ فإن القرآن ذكر اسمه، ولو تدبروا لعلموا أن الكاهن هو المذكور في قوله: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُم كَاذِبُونَ} 78.
وفي الصحيح: عن النبي [صلى الله عليه وسلم] 9 أنه قيل له: "إن منا قوماً يأتون الكهان. قال: فلا يأتوهم"10.
__________
1 في ((خ)) : لا فيه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
2 في ((ط)) : وجود.
3 وقد أشار القاضي عياض رحمه الله إلى إنكار المعتزلة وبعض المتكلمين لوجوده.
انظر: شرح النووي على مسلم 4223.
4 في ((ط)) : وجود.
5 ما بين المعقوفتين ساقط في ((خ)) .
6 قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} . سورة البقرة، الآية 102.
7 سورة الشعراء، الآيات 221-223.
8 انظر زاد المسير لابن الجوزي 6149.
9 في ((خ)) : صلعم.
10 سبق تخريجه، انظر ص 1221 من هذا الكتاب.

الصفحة 1044