كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 1)

القيم فيأخذ هذا الجدار حجراً حجراً، فيكسرها إلى أشلاء"1.
فشيخ الإسلام - رحمه الله - رجلٌ فريدٌ في نوعه، فريدٌ في تأليفاته، فريدٌ في منهجه، جاء في وقت اندثرت فيه السنة، واشرأبّت أعناق أهل البدعة، وباض فيه أهل الأهواء وفرّخوا، فقام بنصر دين الله، وجاهد لإعلاء كلمة الله، وكافح من أجل توحيد الله، وإفراده بالعبادة وحده دون سواه.
كتب عنه بعض العلماء حين رآه: (فألفيتُه ممن أدرك من العلوم حظّاً، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظاً. إن تكلّم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالنِّحَل والملل لم يُرَ أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته. برز في كلّ فنّ على أبناء جنسه، ولم ترَ عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه"2.
هذا عن الرجل.. فماذا عن الكتاب؟! .
سبق الحديث عن كتاب النبوات من حيث أهميته، وذُكر حينها أنّ الكتاب من أجمع الكتب، وأشملها، وأنّ فيه خلاصة آراء صاحبه، وزبدة أفكاره.
وهذا ممّا يُصعِّب الحديث عن منهج مؤلفه.
ولكن ما لا يُدرك جلّه، لا يُترك كلّه.
وهذا جهد المقلّ، أتحدّث فيه عن منهج شيخ الإسلام - رحمه الله - في كتابه ("النبوات") ، مجملاً ذلك في النقاط التالية:
__________
1 نقلاً عن شريط عن شيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
2 العقود الدرية ص 10.

الصفحة 105