كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

والمقصود هنا: الكلام على الفرق بين آيات الأنبياء وغيرهم، وأنّ من قال1: إن آيات الأنبياء، والسحر، و [الكهانة] 2، والكرامات، وغير ذلك من جنس واحدٍ، فقد غلط أيضاً.
المتكلمون لم يعرفوا قدر آيات الأنبياء
والطائفتان3 لم يعرفوا قدر آيات الأنبياء، بل جعلوها من هذا الجنس؛ فهؤلاء4 نفوه، وهؤلاء5 أثبتوه وذكروا فرقاً لا حقيقة له.
وإذا قال القائل: آيات الأنبياء لا يقدر عليها [إلا الله، أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته، أو أنها من فعل الفاعل المختار، ونحو ذلك6.
الرد على الأشاعرة
قيل له: هذا كلامٌ مجملٌ. فقد يقال عن كل ما يكون آية: لا يقدر عليه إلا الله] 7؛ فإن الله خالق كل شيء، وغيره لا يستقلّ بإحداث شيء. وعلى هذا: فلا فرق بين المعجزات وغيرها.
وقد يقال: لا يقدر عليها إلا الله: أي هي خارجةٌ عن مقدورات
__________
1 وهم الأشاعرة والماتريدية.
انظر: مجموع الفتاوى 1390. وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص 585، 586. وما سيأتي ص 1315-1316.
2 في ((خ)) : الكهان. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
3 وهم المعتزلة والأشاعرة.
4 وهم المعتزلة الذين نفوا السحر والكهانة والكرامات، كما سبق بيانه. انظر: ص 147-152، 585.
5 وهم الأشاعرة، أثبتوا السحر والكهانة والكرامات والمعجزات، ولم يجعلوا بينها فروقاً حقيقيّة؛ كما سبق بيانه في أول هذا الكتاب ص 151-155، وفي ص 501-503 منه.
6 انظر: البيان للباقلاني ص 8-10، 14، 19، 57. وانظر ما سبق بيانه في هذا الكتاب ص 251-257.
7 ما بين المعقوفتين مكرّر في ((خ)) ، و ((م)) ، و ((ط)) .

الصفحة 1064