كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

قال تعالى: {فَأرْسَلْنَا إلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّل لَها بَشَرَاً سَوِيّاً قالت إِنّي أعوذُ بالرحمن منكَ إِنْ كنتَ تَقِيّاً قال إنّما أنا رسول ربِّك [لِيَهَبَ] 1 لكِ غُلاماً زَكِيَّاً قالت أنّى يكونُ لي [غُلامٌ] 2 وَلَم يَمْسَسْني بشرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً} 3.
وقال تعالى: {وَمَرْيَم ابنةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فيهِ مِنْ رُوحِنَا} 4.
وكذلك طمس أبصار قوم لوط كان بواسطة الملائكة.
والذي عنده علمٌ من الكتاب، لمّا قال [عفريتٌ5 من الجنّ] 6 لسُليمان: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وإِنِّي عَلَيهِ لقَوِيّ أَمِين قال الَّذي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} 7؛ أتته به الملائكة؛ كذلك ذكره المفسرون عن ابن عبّاس وغيره: أن الملائكة أتته به أسرع مما كان يأتي به العفريت8.
__________
1 وهذه قراءة ورش عن نافع، وأبي عمرو البصري. وقرأ الباقون: لأهب. (النشر في القراءات العشر ص 78) .
2 في ((خ)) ، و ((م)) ، و ((ط)) : ولدٌ.
3 سورة مريم، الآيات 17-20.
4 سورة التحريم، الآية 12.
5 العفريت: قال الطبري: رئيس من الجن مارد قوي. (تفسير الطبري 19161) .
وقال أبو عبيدة: العفريت من كل جن أو إنس: الفائق المبالغ الرئيس.
وقال ابن قتيبة: العفريت: الشديد الوثيق.
وقال الزجاج: العفريت: النافذ في الأمر، المبالغ فيه، مع خبث ودهاء.
انظر: زاد المسير لابن الجوزي 6174.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
7 سورة النمل، الآيتان 39-40.
8 قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إن آصف قال لسليمان حين صلى: مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك، فمدّ سليمان عينيه، فنظر نحو اليمين، فدعا آصف، فبعث الله الملائكة، فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خداً، حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان". تفسير البغوي 3420. وزاد المسير 6174-175. وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص 606.

الصفحة 1066