كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

وقد أخبر الله تعالى أنّه أيّد محمّداً صلى الله عليه وسلم بالملائكة وبالريح، وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِم رِيحَاً وَجُنُودَاً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرَاً} 1.
وقال تعالى يوم حنين: { [ثُمَّ َأَنْزَلَ] 2 اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأنْزَلَ جُنُودَاً لَمْ تَرَوْهَا} 3.
وقال تعالى يوم الغار: {فأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} 4.
وقال تعالى: {إِذْ يُوحي رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِين آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} 5.
وقد ثبت في الصحيح: أنّ الإنسان يُصوّره مَلَك في الرحم بإذن الله، ويقول الملك: "أي ربّ نطفة، أي ربّ علقة، أي ربّ مضغة"6، فإذا كان الخلق المعتاد يكون بتوسط الملائكة.
__________
1 سورة الأحزاب، الآية 9.
2 في ((خ)) ، و ((م)) ، و ((ط)) : فأنزل.
3 سورة التوبة، الآية 26.
4 سورة التوبة، الآية 40.
5 سورة الأنفال، الآية 12.
6 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه - ورفع الحديث - أنّه قال: "إنّ الله عزّ وجلّ قد وكّل بالرحم ملكاً، فيقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة. فإذا أراد الله أن يقضي خلقاً، قال الملك: أي رب ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه". صحيح مسلم 42038، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته.

الصفحة 1067