كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

يُؤْمِنُون قُلْ كَفَى باللهِ بيني وبينكم شَهِيداً يعلم ما في السَّمَواتِ والأرض والَّذِينَ آمنوا بالباطلِ وكفروا باللهِ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُون} 1.
وقال أيضاً: {وقالوا لولا نزِّلَ عليهِ آيةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إنَّ اللهَ قادرٌ على أَنْ يُنَزِّلَ آيةً ولكنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يعلمون} 2، هذا بعد قوله: {فإن استَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقَاً في الأرضِ أو سُلَّماً في السماءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَة وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُم عَلَى الهُدى فلا تَكُونَنَّ من الجاهِلِينَ} 3.
[و] 4 هو أرسله بآيات بان بها الحقّ، وقامت بها الحجّة، وكانوا يطلبون آيات تعنّتاً، فيظنّ من يظنّ أنّهم يهتدون بها، [لكن لا] 5 يحصل بها المقصود، وقد [تكون] 6 [موجبة] 7 لعذاب الاستئصال، فتكون ضرراً بلا نفع. وبيَّن سبحانه أنه قادر على إنزال الآيات، وأنها ليست إلا عنده.
لكن آيات الأنبياء لا تكون مما يقدر عليه العبد، كما قال: {قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللهِ} 8.
والملائكة إِنَّما هي سببٌ من الأسباب؛ كما في خلق المسيح [من غير
__________
1 سورة العنكبوت، الآيات 50-52.
2 سورة الأنعام، الآية 37.
3 سورة الأنعام، الآية 35.
4 ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
5 في ((خ)) : فلا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
6 في ((خ)) : يكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
7 في ((ط)) : موجة.
8 سورة الأنعام، الآية 109.

الصفحة 1070