كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

وأولئك1 نصروا جهلهم بالتكذيب بالحق، وهؤلاء2 نصروا جهلهم أيضاً بقول الباطل، فقالوا: إنّ الآية هي المقرونة بالدعوى التي لا تعارض3، وزعموا أنه لا يمكن معارضة السحر والكهانة إذا جعل آية، وأنه إذا لم يعارض، كان آيةً4، وهو تكذيب بالحق أيضاً؛ فإنّه قد ادّعاه غير نبيّ، ولم يعارض5.
فالطائفتان6 أدخلت في الآيات ما ليس منها، وأخرجت منها ما هو منها؛ فكرامات الأولياء، وأشراط الساعة من آيات الأنبياء، وأخرجوها. والسحر والكهانة ليس من آياتهم، وأدخلوها، أو سوّوا بينها وبين الآيات، بل [ونوابها] 7.
الرابع: إنّ آيات الأنبياء والنبوة، لو قُدّر أنها تُنال بالاكتساب، فهي إنما تُنال بعبادة الله وطاعته؛ فإنه لا يقول عاقل: إنّ أحداً يصير نبياً بالكذب
__________
1 المعتزلة.
2 الأشاعرة.
3 انظر: البيان للباقلاني ص 46-49. والإرشاد للجويني ص 312-313، 319. والمواقف للإيجي ص 369.
وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص 151-155، 282، 586-587، 724، 987.
4 انظر: البيان ص 94-95، 96. والإرشاد ص 319، 328. والمواقف ص 370. وأصول الدين للبغدادي ص 174-175.
وانظر ما سبق ص 585-588، 606-609، 726-727،.
5 مثل مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، والحارث الدمشقي.
انظر ما سبق ص 192، 282، 598.
6 المعتزلة والأشاعرة.
7 في ((خ)) رسمت: لوابها. وهكذا جاءت في ((م)) ، و ((ط)) .

الصفحة 1076