كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

وقوله تعالى: {تَنَزَّلُ على كُلِّ أفَّاكٍ أثيم} 1: ليس من شرطه أن يتعمد الكذب، بل من كان جاهلاً يتكلم بلا علم، فيكذب؛ فإن الشياطين تنزل عليه أيضاً؛ إذ من أخبر عن الشيء بخلاف ما هو عليه، من غير اجتهاد يُعذر به، فهو كذّاب.
ولهذا يصف الله المشركين بالكذب، وكثيرٌ منهم لا يتعمّد ذلك.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أفتى أبو السنابل2: بأنّ المتوفى عنها الحامل، لا [تحلّ] 3 بوضع الحمل، بل تعتد أبعد الأجلين. فقال: كذب أبو السنابل4؛ [أي في قوله] 5: بأنّ المتوفى عنها الحامل لا [تحلّ] 6 بوضع الحمل، بل تعتد أبعد الأجلين.
وكذلك لمّا قال بعضهم: ابن الأكوع حبط عمله. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: كذب من قالها، إنه لجاهد مجاهد7
ونظائره كثيرة.
فالأنبياء لا يقع في إخبارهم عن الله كذب؛ لا عمداً، ولا خطأ.
وكلّ من خالفهم لابد أن يقع في خبره عن الله كذب ضرورةً؛ فإن خبره إذا لم يكن مطابقاً لخبرهم، كان مخالفاً له، فيكون كذباً.
__________
1 سورة الشعراء، الآية 222.
2 سبقت ترجمته.
3 في ((خ)) : يحل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
4 سبق تخريجه 978-979.
5 ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
6 في ((خ)) : يحلّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
7 سبق تخريجه 979.

الصفحة 1078