كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 1)

وكذلك الخوارج: لمّا كانوا أهل سيف وقتال، ظهرت مخالفتهم للجماعة؛ حين كانوا يقاتلون الناس. وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس.
وبدع القدرية، والمرجئة، ونحوهم: لا تظهر مخالفتها بظهور هذين.
ظهور الخوارج
ظهور القدرية والمرجئة
وهاتان البدعتان ظهرتا1 لما قتل عثمان [رضي الله عنه] 2؛ في الفتنة؛ في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [رضي الله عنه] 3. وظهرت [الخوارج] 4 بمفارقة أهل الجماعة، واستحلال دمائهم وأموالهم؛ حتى قاتلهم5 أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [رضي الله عنه] 6 في ذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم 7.
__________
1 وانظر: عرضاً لظهور الفتن، وانتشار البدع، والمذاهب في الإسلام في مجموع الفتاوى لابن تيمية 8228-229،، 28490-491. وفي منهاج السنة النبوية له 1306-309.
2 زيادة من ((ط)) .
3 زيادة من ((ط)) .
4 في ((م)) ، و ((ط)) : الخوارق.
5 انظر: سبب خروج الخوارج، وقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لهم في موقعة النهروان، في البداية والنهاية لابن كثير 7289-321.
6 زيادة من ((ط)) .
7 يُشير رحمه الله إلى قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "إذا حدّثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلأن أخر من السماء أحب إليّ من أن أقول عليه ما لم يقل. وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم؛ فإنّ الحرب خدعة؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيخرج في آخر الزمان قومٌ أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. فإذا لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإنّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة"..". صحيح البخاري 31321-1322، كتاب المناقب، باب علامة النبوة. وصحيح مسلم 2746-747، كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج.

الصفحة 564