لأحدٍ إلا في الجماعة1قال2 عند الموت: ما آسى على شيء إلا على أني لم أقاتل الطائفة الباغية مع علي رضي الله عنه3؛ يريد بذلك قتال الخوارج، وإلا فهو لم يبايع؛ لا لعلي، ولا غيره، ولم يبايع معاوية إلا بعد أن اجتمع الناس عليه. فكيف يقاتل إحدى الطائفتين؟ وإنّما أراد المارقة التي قال فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم: "تمرُق مارقة على حين فرقةٍ من الناس، يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق"4. وهذا حدَّث به أبو سعيد5، فلما بلغ ابن عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج، وأمره بقتالهم، تحسّر على ترك قتالهم.
الصحابة على ثلاثة أقوال في فتنة الجمل وصفين
فكان قتالهم ثابتاً بالسنة الصحيحة الصريحة، وباتفاق الصحابة؛ بخلاف فتنة الجمل وصفّين6؛ فإنّ أكثر السابقين الأولين كرهوا القتال في هذا، وهذا.
السنة دلت على أن عليا أولى الطائفتين
وكثيرٌ من الصحابة قاتلوا إما من هذا [الجانب] 7، وإما من هذا الجانب؛ فكانت الصحابة في ذلك على ثلاثة أقوال8.
__________
1 انظر: عن الذين اعتزلوا الفتنة؛ كسعد، وابن عمر، فلم يبايعوا لأحدٍ إلا في جماعة: منهاج السنة النبوية 4392-393، و8525-526. والبداية والنهاية 7237.
2 القائل هو عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
3 انظر: سير أعلام النبلاء 3231-232.
4 الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 2745-746، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. والإمام أحمد في مسنده 332، 48.
5 الخدري رضي الله عنه.
6 انظر: خبرهما في البداية والنهاية 7241، وما بعدها،، و 264 وما بعدها.
وانظر: كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج 8522-528؛ فهو مشابه للكلام الذي ذكره هنا.
7 ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
8 انظر: منهاج السنة النبوية 1535، 541-542،،4501-502،، 7473. ومجموع الفتاوى 2773.