لا يكفر الخوارج
ولم يحكم علي [رضي الله عنه] 1، وأئمة الصحابة فيهم بحكمهم في المرتدين، بل جعلوهم مسلمين.
قول سعد في الخوارج
وسعد بن أبي وقاص، وهو أفضل من كان قد بقي بعد علي [رضي الله عنه] 2، وهو من أهل الشورى، واعتزل في الفتنة؛ فلم يقاتل، لا مع علي، ولا مع معاوية. ولكنّه ممن تكلم في الخوارج، وتأوّل فيهم قوله3: {وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلاّ الفَاسِقِين الّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ في الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ} 4.
إحراق علي لمن ادعى فيه الألوهية
وحدث أيضاً طوائف الشيعة الإلهية الغلاة، فرُفع إلى عليّ [رضي الله عنه] 5 منهم طائفة ادّعوا فيه الإلهية، فأمرهم بالرجوع، فأصروا، فأمهلهم ثلاثاً، ثم أمر بأخاديد من نار فخُدّت، وألقاهم فيها؛ فرأى قتلهم بالنار6.
اختلاف ابن عباس مع علي في تحريق الزنادقة
وأما ابن عباس: فقال7: لو كنت أنا لم أحرّقهم بالنار؛ لنهي [رسول
__________
1 زيادة من ((ط)) .
2 زيادة من ((ط)) .
3 انظر: منهاج السنة النبوية 5250. وتفسير ابن كثير 165.
4 سورة البقرة، الآيتان 26-27.
5 زيادة من ((ط)) .
6 انظر: منهاج السنة النبوية 1306-307،، 261-65،، 3459.
وقد قال وقتها:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً ... أججت ناري ودعوت قنبرا
انظر: مجموع الفتاوى 1332-34. وانظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 547. وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8169.
7 انظر قوله في: صحيح البخاري 31098،، 62537. ومنهاج السنة النبوية 1307. وسير أعلام النبلاء 3346.