ومنهم1 من قال: تُسمّى أعراضاً، وهي قديمة، وليس كلّ عرضٍ حادثاً؛ كابن كرّام، وغيره2.
قول ابن كلاب في كلام الله
ثمّ افترقوا في القرآن3، وغيره من كلام الله؛ فقال ابن كلاب ومن اتبعه: [هو] 4 صفة من الصفات، قديمةٌ كسائر الصفات5. ثم قال: ولا يجوز أن يكون صوتاً؛ لأنه لا يبقى، ولا معاني متعددة؛ فإنها إن كان لها عدد مقدّر فليس قدر بأولى من قدر، وإن كانت غير متناهية، لزم ثبوت معان في آن واحد لا نهاية لها. وهذا ممتنع6. فقال: إنّه معنى واحد، هو معنى آية الكرسي، وآية الدَّيْن، والتوارة، والإنجيل7.
وقال جمهور العقلاء: إنّ تصوّر هذا القول تصوراً تاماً يُوجب العلم بفساده.
__________
1 وهم المشبّهة؛ كالكرامية، ونحوهم.
2 انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 636. والفرقان بين الحق والباطل له ص 100.
3 وأقوالهم الفاسدة في القرآن الكريم ناجمة عن أصلهم الجهميّ الفاسد: (ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث) ، وقولهم بامتناع حوادث لا أول لها.
وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل 1306؛ فقال بعد أن ذكر مذاهب المبتدعة؛ من معطلة ومشبهة في صفات الله تعالى، واستنادهم فيها إلى دليل الأعراض وحدوث الأجسام: "وعن هذه الحجة ونحوها نشأ القول بأنّ القرآن مخلوق، وأنّ الله تعالى لا يُرى في الآخرة، وأنّه ليس فوق العرش، ونحو ذلك من مقالات الجهميّة النفاة؛ لأنّ القرآن كلام، وهو صفة من الصفات، والصفات عندهم لا تقوم به. وأيضاً فالكلام يستلزم فعل المتكلّم، وعندهم لا يجوز قيام فعل به....".
4 في ((ط)) : فهو.
5 انظر: شرح حديث النزول لابن تيمية ص 169-170. ودرء تعارض العقل والنقل له 218.
6 انظر: ما نقله عنه أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين 2257-258.
7 وانظر: الكيلانية لابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى 12376. والفتاوى المصرية له 515.