كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 1)

ما يأمر به1.
والفلاسفة من هذا الوجه أجود قولاً في الأنبياء؛ فإنّهم يشترطون في النبيّ اختصاصه بالعلم من غير تعلم، وبالقدرة على التأثير الغريب، والتخييل. ويُفرّق بين الساحر، والنبيّ: بأنّ النبيّ يقصد العدل، ويأمر به؛ بخلاف الساحر2.
الغزالي عدل إلى طريق الفلاسفة في النبوة
ولهذا عدل الغزالي في النبوة عن طريق أولئك المتكلمين، إلى طريق الفلاسفة؛ فاستدلّ بما يفعله، ويأمر به، على نبوته3.
وهي طريق صحيحة، لكن إنّما أثبتَ بها نبوةّ مثل نبوةّ الفلاسفة4.
__________
1 ولشيخ الإسلام رحمه الله كلام طيّب عن النبوّة عند الأشاعرة. فمن ذلك قوله رحمه الله عنهم: "فهؤلاء يُجوّزون بعثة كلّ مكلّف، والنبوة عندهم مجرد إعلامه بما أوحاه إليه، والرسالة مجرّد أمره بتبليغ ما أوحاه إليه. وليست النبوة عندهم صفة ثبوتية، ولا مستلزمة لصفة يختصّ بها، بل هي من الصفات الإضافية؛ كما يقولون مثل ذلك في الأحكام الشرعية.... إلخ". منهاج السنة النبوية 2414. وانظر: الجواب الصحيح 6496، 500-504. وكتاب الصفدية 1148-149، 225.
وانظر: موقفهم من عصمة الأنبياء في المصدر نفسه 2414-415.
2 انظر: كتاب الصفدية 1143.
3 انظر: المنقذ من الضلال للغزالي ص 145-150. ومعارج القدس له ص 151، 164؛ فإنه يجعل للنبوة ثلاثة خواص. وتهافت الفلاسفة له ص 192-194.
وانظر: ما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية - ت السعوي - 2519-522، 533. وما نقله - شيخ الإسلام - أيضاً عن المازري من أن كلام الغزالي يؤثر في الإيمان بالنبوة فينقص قدرها، انظر: الصفدية 1211.
4 وقد علّق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على كلام الغزالي، وبيَّن مشابهة قوله لقول الفلاسفة في حقيقة النبوّة. انظر: شرح الأصفهانية - ت السعوي - 2542- 543 والصفدية 16 ودرء تعارض العقل والنقل 132. والرد على المنطقيين ص510. وانظر: كلام الغزالي في النبوة في طبقات الشافعية للسبكي 4110-114.

الصفحة 610