كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

ندم الرازي وحيرته
[وهم] 1 معترفون بذلك؛ كما قال الرازي: لقد تأملت الطرق الكلاميّة، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق: طريقة القرآن؛ أقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 2، {وَلا يحِيطُون بِهِ عِلْمَاً} 3، وأقرأ في الإثبات: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 4، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ} 5، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} 6.
ثم قال7: ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي8.
وكذلك الغزالي9، وابن عقيل10، وغيرهما11 يقولون ما يشبه هذا.
__________
1 ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
2 سورة الشورى، الآية 11.
3 سورة طه، الآية 110.
4 سورة طه، الآية 5.
5 سورة فاطر، الآية 10.
6 سورة الملك، الآية 16.
7 يعني الرازي.
8 سبق كلام الرازي هذا مراراً. انظر ص 356-357، 478، 612.
9 انظر ذمّ الغزالي للكلام في إحياء علوم الدين 1113-117، وقواعد العقائد ص 82-105 وكلاهما للغزالي. وانظر: درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام 7157-186، 242-246. وشرح الأصفهانية له 2551.
10 قال ابن عقيل: "فنصيحتي لإخواني من المؤمنين الموحدين أن لا يقرع أبكار قلوبهم كلام المتكلمين، ولا تصغي مسامعهم إلى خرافات المتصوفين..... وقد خبرت طريقة الفريقين؛ غاية هؤلاء الشك، وغاية هؤلاء الشطح". انظر: درء تعارض العقل والنقل 866. وشرح الأصفهانية 171.
وانظر ذم ابن عقيل للكلام في تلبيس إبليس ص 116-117. وتحريم النظر في كتب أهل الكلام لابن قدامة ص 5. ودرء تعارض العقل والنقل 748-50،، 861-68.
11 وانظر أيضاً ذم الجويني للكلام في تلبيس إبليس ص 115. ودرء تعارض العقل والنقل 747.
وانظر الجزء السابع من درء تعارض العقل والنقل؛ فقد ذكر فيه شيخ الإسلام رحمه الله أقوال العلماء في ذمّ الكلام، وعلق عليها.
وانظر أيضاً: درء تعارض العقل والنقل 1232،، 5218، 8277. وشرح الأصفهانية 2318. ومجموع الفتاوى 5261، 6243، 472-476.

الصفحة 623