كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

أفعال الله تعالى، أو طريق الفلاسفة1.
ولهذا يقول من يقول من علماء الزيدية2 وهم يميلون إلى الاعتزال، مع تشيع الزيديّة يقولون: نحن لا نتكلم في الشافعي؛ [فإنّه إمام] 3. لكن هؤلاء صاروا جهميّة4؛ يعني القدريّة فلاسفة، والشافعي لم يكن جهميّاً، ولا فيلسوفاً.
المتكلمون لم يعرفوا الفرق بين آيات الأنبياء ومخالفيهم
وهؤلاء5 لم يعرفوا آيات الأنبياء، والفرق بينها وبين غيرها6، لكن ادعوا أنّ ما يأتي به الكهان، والسحرة، وغيرهم قد يكون من آيات الأنبياء، لكن بشرط: أن لا يقدر أحدٌ من المرسل إليهم على معارضته؛ وهذه خاصّة المعجز عندهم7.
__________
1 انظر كلام شيخ الإسلام في النبوة عند المتفلسفة في منهاج السنة النبوية 2415. وشرح الأصفهانية 2543، 502-507، 633.
2 الزيدية أتباع زيد بن علي بن الحسين. ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها، وجوزوا إمامة المفضول مع قيام الأفضل. وكان زيد يتولى أبا بكر وعمر، ويفضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة. والزيدية ست فرق، تجمعهم أصول المعتزلة الخمسة، ومنها القول بأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار. انظر: مقالات الإسلاميين 1136. والملل والنحل 1154. وانظر ما سبق ص 495. وأما القائل من علمائهم، فلم أعرفه.
3 ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
4 قد تقدّم المراد من إطلاق كلمة جهميّة على طائفة ما، انظره ص 152.
5 المقصود بهم الأشاعرة.
6 انظر بعض الفروق كما أوضحها شيخ الإسلام رحمه الله في: شرح الأصفهانية 2472-477.
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله جملة من الفروق بين النبيّ، والمتنبئ في هذا الكتاب، فراجع ص: 589-631، 671-674، 728-729.
7 انظر: البيان للباقلاني ص 48، 91، 94-96، 100. والإرشاد للجويني ص 319، 328.

الصفحة 628