وأبو حامد يدخل في [بعض] 1 هذا؛ فإنّ ابن سينا تكلّم في مقالات العارفين بتصوّف فاسد.
قولهم في الصحابة لأجل أنهم لم يتكلموا بنحو كلامهم
ثمّ إنّ هؤلاء2 مع هذا [لمّا لم] 3 يجدوا الصحابة والتابعين تكلموا بمثل كلامهم، بل ولا نقل ذلك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، صار منهم من يقول: كانوا مشغولين بالجهاد عن هذا الباب، وأنّهم هم حققوا ما لم يحققه الصحابة4. ويقولون أيضاً: إنّ الرسول لم يعلمهم هذا، لئلا يشتغلوا به عن الجهاد؛ فإنّه كان محتاجا إليهم في الجهاد5.
__________
1 ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
2 المتصوفة.
3 في ((ط)) : لم لم.
4 وقال شيخ الإسلام رحمه الله عن طريقة هؤلاء المبتدعة أنهم "أسقطوا بها حرمة الكتاب والرسول عندهم، وحرمة الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ حتى يقولون: إنهم لم يُحقّقوا أصول الدين كما حققناها. وربما اعتذروا عنهم بأنهم كانوا مشتغلين بالجهاد. ولهم من جنس هذا الكلام الذي يُوافقون به الرافضة ونحوهم من أهل البدع، ويُخالفون به الكتاب والسنة والإجماع". درء تعارض العقل والنقل 214-15.
وانظر: قواعد العقائد للغزالي ص 97. وتفسير المنار لمحمد رشيد رضا 3186-187. ومن كتب شيخ الإسلام: درء تعارض العقل والنقل 851-54، والتسعينية ص 256؛ حيث نسب بعض هذه الأقوال للجويني.
5 وقال شيخ الإسلام عنهم: "صار كثير منهم يقول: إن الرسول لم يكن يعرف أصول الدين، أو لم يبين أصول الدين. ومنهم من هاب النبي، ولكن يقول: الصحابة والتابعون لم يكونوا يعرفون ذلك. ومن عظّم الصحابة والتابعين مع تعظيم أقوال هؤلاء يبقى حائراً: كيف لم يتكلم أولئك الأفضل في هذه الأمور التي هي أفضل العلوم. ومن هو مؤمن بالرسول معظم له: يستشكل كيف لم يبين أصول الدين مع أن الناس إليها أحوج منهم إلى غيرها". درء تعارض العقل والنقل124. وانظر: مجموع الفتاوى 13249-252.