أوحاه الله إليّ، [فأرجو] 1 أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" 2.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ [مَا] 3 [أَنْزَلْنَا] 4 مِنَ البَيّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ للنَّاسِ في الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} 5؛ فالبيّنات: جمع بيّنة؛ وهي الأدلة والبراهين التي هي بينة في نفسها، وبها يتبيّن غيرُها؛ يُقال: بيّن الأمر: أي تبين في نفسه، ويقال: بيّن غيره؛ فالبين: اسمٌ لما ظهر في نفسه، ولما أظهر غيره. وكذلك المبين؛ كقوله فاحشة مبيّنة؛ أي متبينة6.
فهذا شأن الأدلة؛ فإنّ مقدماتها تكون معلومة بنفسها؛ كالمقدمات الحسية، والبديهية. وبها يتبيّن غيرها؛ فيستدل على الخفي بالجلي.
والهدى: مصدر هداه هُدَى، والهدى: هو بيان ما ينتفع به الناس، ويحتاجون إليه، وهو ضدّ الضلالة؛ فالضالّ يضلّ عن مقصوده وطريق مقصوده.
__________
1 في ((خ)) : فأرجوا.
2 رواه البخاري في صحيحه 41905، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي، وأول ما أنزل. و62654، كتاب الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت بجوامع الكلم". ورواه مسلم في صحيحه 1134، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس، ونسخ الملل بملته.
3 في ((م)) : اما.
4 في ((ط)) : أنزل.
5 سورة البقرة، الآية 159.
6 انظر: مفردات القرآن للراغب الأصفهاني ص 156. ولسان العرب لابن منظور 367-68.