كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 1)

فشيخ الإسلام - رحمه الله - جمع بين غزارة العلم، وعمق الفهم، وشدة الذكاء، والإحاطة بعلوم الشريعة والمعارف الفكرية، والنظريات، والمسائل الكلامية. واستقرأ، واستوعب ما ألفه من كان قبله، فحوى تلك العلوم، ونقلها إلينا بفهم ثاقب، وعقيدة صائبة، فأكثر - رحمه الله - من الإنتاج والتأليف.
ومؤلفات شيخ الإسلام - رحمه الله - من الصعب حصرها وجمعها.
حتى قال الذهبي - رحمه الله: "جمعت مصنفات شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية - رضي الله عنه - فوجدته ألف مصنّف، ثم رأيت له أيضاً مصنفات أخر"1.
وقال ابن عبد الهادي - رحمه الله - بعد أن ذكر أسماء كثير من كتب شيخ الإسلام - رحمه الله: "وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره، يشق ضبطه وإحصاؤه، ويعسر حصره واستقصاؤه. وسأجتهد إن شاء الله تعالى في ضبط ما يمكنني ضبطه من مؤلفاته في موضع آخر غير هذا، وأُبيِّن ما صنّفه منها بمصر، وما ألفه منها بدمشق، وما جمعه وهو في السجن، وأرتبه ترتيباً حسناً غير هذا الترتيب بعون الله تعالى وقوته ومشيئته.
قال الشيخ أبو عبد الله2: لو أراد الشيخ تقي الدين - رحمه الله - أو غيره حصرها - يعني مؤلفات الشيخ - لما قدروا لأنه ما زال يكتب. وقد منّ الله عليه بسرعة الكتابة، وكان يكتب من حفظه من غير نقل.
__________
1 الرد الوافر ص 72.
2 هو عبد الله بن رشيق المغربي، توفي سنة 749هـ يوم عرفة. قال عنه ابن كثير رحمه الله: (كاتب مصنفات شيخنا العلامة ابن تيمية كان أبصر بخط الشيخ منه إذ عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا. وكان سريع الكتابة لا بأس به ديناً عابداً كثير التلاوة حسن الصلاة له عيال وعليه ديون رحمه الله وغفر له آمين) . البداية والنهاية 14/241.

الصفحة 66