كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

وللناس طرق في دلالة المعجزة على صدق الرسول1: طريق الحكمة، وطريق القدرة، وطريق العلم والضرورة، وطريق سنته وعادته التي بها يعرف أيضاً ما [يفعله] 2؛ وهو من جنس المواطأة، وطريق العدل، وطريق الرحمة، وكلّها طرق صحيحة.
وكلما كان الناس إلى الشيء أحوج، كان [الربّ] 3 به أجود، [وكذلك كلما كانوا إلى بعض العلم أحوج، كان به أجود] 4؛ فإنه سبحانه الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وهو الذي خلق
__________
1 فالمعتزلة وابن حزم لا يُثبتون النبوة إلا بطريق القدرة؛ الذي هو المعجزة.
انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص 585-586. والمحلى لابن حزم 136. والدرة فيما يجب اعتقاده له أيضاً ص 194.
أما الأشاعرة: فيُثبتون النبوة بطريق القدرة؛ الذي هو المعجزة، أو بطريق الضرورة، إلا أنّ طريق المعجزة عندهم هي أشهر الطرق.
انظر: المواقف للإيجي ص 349، 356، 357. والإرشاد للجويني ص 331. والإنصاف للباقلاني ص 93. والبيان له ص 37-38.
وانظر من كتب شيخ الإسلام رحمه الله: درء تعارض العقل والنقل 189-90،، 940-53. والجواب الصحيح 6393-401،، 5196. وانظر: شرح الأصفهانية 1140-141، 2471-485، 492-497، 500-502، 557-558، 591-597، 609-617، 621-624 فقد ذكر فيه شيخ الإسلام رحمه الله طرقاً كثيرة لمعرفة النبيّ. وانظر هذا الكتاب ص 274-275، 563-567، 509، 645. وقد تقدم مزيد توضيح لهذه الطرق في ص 640-647، 653-654، 666-680.
2 في ((م)) ، و ((ط)) : يفعل.
3 ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
4 ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .

الصفحة 684