كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

ملاحدة الصوفية وكلامهم في النبوة
والمقصود هنا: الكلام على النبوة؛ فهؤلاء المتفلسفة ما قدروا النبوة حقّ قدرها، وقد ضلّ بهم طوائف من المتصوفة المدّعين للتحقيق وغيرهم، وابن عربي، وابن سبعين ضلوا بهم؛ فإنّهم اعتقدوا مذهبهم، وتصوّفوا عليه، ولهذا يقول ابن عربي: إنّ الأولياء أفضل من الأنبياء1، وإنّ الأنبياء وسائر الأولياء يأخذون عن خاتم الأنبياء علم التوحيد، وأنه هو يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول؛ فإنّ الملَك عنده هو الخيال الذي في [النفس] 2، وهو جبريل عندهم، وذلك الخيال تابعٌ للعقل؛ فالنبيّ عندهم يأخذ عن هذا الخيال ما يسمعه من الصوت في نفسه.
ولهذا يقولون: إنّ موسى كُلّم من سماء عقله، والصوت الذي سمعه كان في نفسه لا في الخارج، ويدّعي أحدهم أنّه أفضل من موسى، وكما ادّعى ابن عربيّ أنّه أفضل من محمّد؛ فإنّه يأخذ عن العقل الذي يأخذ منه الخيال، والخيال عنده هو الملك الذي يأخذ منه النبي، فلهذا قال: فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملَك الذي يوحى به إلى النبيّ، قال: فإن عرفت هذا فقد حصل لك العلم النافع. وبسط الكلام على هؤلاء له مواضع أُخر3.
__________
1 انظر الفتوحات المكية لابن عربي 2252-253. ومما قاله:
مقام النبوّة في برزخ
فويق الرسول ودون الوليّ
وانظر من كتب شيخ الإسلام: درء تعارض العقل والنقل19. وكتاب الصفدية 1251. ومنهاج السنة النبوية 5335-336،، 822. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 191، 196، 198. وشرح الأصفهانية 2505.
2 في ((ط)) : لنفس.
3 انظر: فصوص الحكم لابن عربي 161-64، 134-137. وانظر أيضاً من كتب ابن تيمية: كتاب الصفدية 1229-234، 247-252، 262-265. وبغية المرتاد ص 183، 386-387. والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 198-199. ومجموع الفتاوى 11226-229،، 12399. وشرح الأصفهانية 2503-507، 634. ودرء تعارض العقل والنقل 5356،، 10204-205. ومنهاج السنة النبوية 822-23.

الصفحة 713