كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)
إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورَاً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمَاً} 1.
الإرسال اسم عام
والإرسال: اسمٌ عامٌ يتناول إرسال الملائكة، وإرسال الرياح، وإرسال الشياطين، وإرسال النار؛ قال تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ} 2، وقال تعالى: {جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ} 3؛ فهنا جعل الملائكة كلهم رسلاً. والملك في اللغة: هو حامل الألوكة؛ وهي الرسالة4. وقد قال في موضع آخر: {اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} 5.
فهؤلاء الذين يرسلهم بالوحي؛ كما قال: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيَاً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} 6، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ [بُشْرَاً] 7 بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} 8، وقال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} 9.
__________
1 سورة النساء، الآيتان 163-164.
2 سورة الرحمن، الآية 35.
3 سورة فاطر، الآية 1.
4 انظر: لسان العرب 10496. ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 776.
5 سورة الحج، الآية 75.
6 سورة الشورى، الآية 51.
7 في ((خ)) : نشراً.
8 سورة الأعراف، الآية 57.
9 سورة مريم، الآية 83.
الصفحة 720