التخويف1؛ كانتثار الكواكب، والظلمة الشديدة، وتُصلّى للزلزلة، نصّ عليه2، كما جاء الأثر بذلك3.
فهذه الآيات أخصّ من مطلق الآيات، وقد قال تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمِ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} 4، وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث آيات يتعلمهنّ [من القرآن] 5 خيرٌ له من ثلاث خلفات سِمانٍ"6.
__________
1 قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الشمس والقمر: وقوله: "يُخوّف الله بهما عباده" كقوله: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً} [سورة الإسراء، الآية 59] . ولهذا كانت الصلوات مشروعة عند الآيات عموماً، مثل تناثر الكواكب، والزلزلة، وغير ذلك. والتخويف إنما يكون بما هو سبب للشر المخوف؛ كالزلزلة والريح العاصف، وإلا فما وجوده كعدمه لا يحصل به تخويف. فعلم أن الكسوف سبب للشر، ثم قد يكون عنه شر. ثم القول فيه كالقول في سائر الأسباب: هل هو سبب؟ كما عليه جمهور الأمة، أو هو مجرد اقتران عادة كما يقوله الجهمية. وهو صلى الله عليه وسلم أخبر عند أسباب الشر بما يدفعها من العبادات التي تقوي ما انعقد سببه من الخير، وتدفع أو تضعف ما انعقد سببه من الشر كما قال: "إن الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والأرض". والفلاسفة تعترف بهذا، لكن هل ذلك بناء على أن الله يدفع ذلك بقدرته وحكمته، أو بناء على أن القوى النفسانية تؤثر؟ هذا مبني على أصولهم في هذا الباب". منهاج السنة النبوية 5445- 446.
2 نقل عبد الله بن أحمد بن حنبل أنّ أباه إذا كانت ريح، أو ظلمة، أو أمر يفزع الناس منه، فزع إلى الصلاة.
انظر مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله 2447، تحقيق د علي بن سليمان المهنا، ط الأولى، مكتبة الدار. وانظر فتح الباري لابن حجر 1606.
3 لعله يُشير إلى الحديث الذي تقدّم ذكره قريباً في ح (5) من الصفحة السابقة.
4 سورة الأنعام، الآية 4.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من ((م)) ، و ((ط)) .
6 الحديث مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُحبّ أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان؟ " قلنا: نعم. قال: "فثلاث آيات يقرأ بهنّ أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان".
الحديث رواه مسلم في صحيحه 1552، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه. والدارمي في سننه 2523، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن. وابن ماجه في سننه 21243، كتاب الأدب، باب ثواب القرآن. وأحمد في مسنده 2397، 466، 497.