كتاب النبوات لابن تيمية (اسم الجزء: 2)

ومنها: ما هو مستلزم له مدّة طويلة، أو قصيرة؛ [فتدلّ] 1 عليه تلك المدة؛ مثل نجوم [السموات] 2؛ فإنّه يستدلّ بها على الجهات، والأمكنة، وعلى غيرها من النجوم، وعلى الزمان ماضيه وغابره، ما دام العالم على هذه الصورة؛ قال تعالى: {وَأَلْقَى في الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارَاً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} 3، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا في ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} 4.
ثم قال: {وَهُوَ الَّذِي [أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ] 5 فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَع قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} 6، ثم قال: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرَاً} ، إلى قوله: {إِنَّ في ذَلِكُمْ [لآيَاتٍ] 7 لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 8، وقوله: {وَأَلْقَى في الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارَاً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ} 9؛ هي علامات ألقاها في الأرض، وهذا قول الأكثرين10؛ قالت طائفة: هي معالم الطرق يُستدلّ بها بالنهار،
__________
1 في ((خ)) : فيدلّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
2 في ((خ)) : السّمات. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
3 سورة النحل، الآيتان 15 16.
4 سورة الأنعام، الآية 97.
5 في ((خ)) : أنزل من السماء ماءً. وهو خطأ، والصواب ما أُثبت في ((م)) ، و ((ط)) .
6 سورة الأنعام، الآية 98.
7 ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) .
8 سورة الأنعام، الآية 99.
9 سورة النحل، الآيتان 15 16.
10 انظر: تفسير الطبري 891.

الصفحة 739