جُعلت علامة لصاحبها وأتباعه. والعالَم [بالفتح] 1 مثل الخاتَم2: ما يعلم به؛ كما أن الخاتم ما يختم به، وهو بمعنى العالَم3. ويسمّى كل صنفٍ من المخلوقات عالَمَاً4؛ لأنّه عَلَمٌ وبرهان على الخالق تعالى، بخلاف العالِم بالكسر؛ فإنه الذي يَعْلَم5؛ كالخاتِم بالكسر فإنّه الذي يختم6؛ قال تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وخاتِمَ7 النَّبِيِّين} 8؛ لأنّه ختمهم؛ كما يُسمّى الماحي، والحاشر، والعاقب9. وقد قُرِىء: {وَخَاتمَ} 10؛ أي خُتِمُوا به.
__________
1 في ((ط)) : بالفت.
2 أي على وزنه.
3 انظر: تهذيب اللغة 7313. ولسان العرب 12163. والمفردات للراغب ص 581.
4 انظر: تهذيب اللغة 2416. ولسان العرب 12420-421. والمفردات للراغب ص 582. والقاموس المحيط ص 1472.
5 العالِم: هو الذي يعمل بما يعلم. انظر: تهذيب اللغة 7416.
6 انظر: تهذيب اللغة 7315-316. ولسان العرب 12163.
7 وهي قراءة الجميع ما عدا عاصم. انظر: الغاية في القراءات العشر للحافظ النيسابوري ص 239. وزاد المسير 6393) . ومعنى (خاتِم) بالكسر: أنّه ختم النّبيِّين.
8 سورة الأحزاب، الآية 40.
9 عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قَدَمَيَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد"، وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً.
رواه الإمام مسلم في صحيحه واللفظ له 41828، كتاب الفضائل، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم. وهو عند الإمام البخاري في صحيحه 6404.
10 وهي قراءة عاصم وحده. انظر: الغاية في القراءات العشر للحافظ النيسابوري ص 239. وزاد المسير لابن الجوزي 6393. ومعنى (خاتَم) بالفتح: آخر النبيِّين.