كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 2)

اليهود عند دراستهم التوراة فأعجب من موافقة القرآن التوراة وموافقة التوراة القرآن، فقالوا: يا عمر ما أحد أحب إلينا منك، قلت: ولم؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا، قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً وموافقة التوراة القرآن وموافقة القرآن التوراة، فبينا أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خلف ظهري فقالوا: إن هذا صاحبك فقم إليه، فالتفت فإذا رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قد دخل خوخة من المدينة، فأقبلت عليهم فقلت: أنشدكم الله وما أنزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه رسول الله؟ قال سيدهم: قد نشدكم بالله فأخبروه، فقالوا: أنت سيدنا فأخيره، فقال سيدهم: نعلم أنه رسول الله، قلت: فأني أهلككم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثم لم تتبعوه، فقالوا: إن لنا عدواً من الملائكة وسلماً من الملائكة، فقلت: من عدوكم ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، قلت: ومن سلمكم؟ قالوا: ميكائيل، قلت: فإني اشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل، قلت: فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل، أن يسالم عدو جبريل، وإنهما جميعاً ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا، ثم قمت فاستقبلني - يعني رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) - فقالوا: يا ابن الخطاب ألا أقرئك آيات؟ فقرأ {من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك (حتى بلغ) وما يكفر بها إلا الفاسقون} [البقرة: 99] قلت والذي بعثك بالحق ما جئتك إلا أخبرك بقول اليهود فإذا اللطيف

الصفحة 42