كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 2)

بئس شيء) اشتروا به أنفسهم) أي حظوظهم، فقدموها وآقروها فكان ذلك عين فأخبرها عكس ما فعل المؤمنون من بيعهم لأنفسهم وخروجهم عنها بتعبدهم لله بإيثار ما يرضيه ع لى هوى أنفسهم، فكان ذلك عين تحصيلها وتقديمها، ثم فسر الضمير العائد على المبهم المأخوذ في إحراز النفس فقال: (أن يكفروا) أي يستروا على التجدد والاستمرار علمهم) بما أنزل الله (الذي لا كفؤ له، أي اشتروا أنفسهم فأبقوها لهم على زعمهم بالكفر ولم يجعلوها تابعة؛ ويجوز أن يكون) اشتروا (بمعنى باعوا، لأنهم بذلوها للشيطان بالكفر كما بذل المؤمنون أنفسهم لله بالإيمان.
ثم علل كفرهم بقوله: (بغياً) أي حسداً وظلماً لأن تكون النبوة في بني إسماعيل عليه السلام.
وقال الحرالي: هو اشتداد في

الصفحة 44