كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 2)
طلب شيء ما - انتهى.
وأصله مطلق الطلب والإرادة، كأن الإنسان لما كان مجبولاً علىا لنقصان ومطبوعاً على الشر والعصيان إلا من عصم الله وأعان كان مذموماً على مطلق الإرادة، لأن من حقه أن لا تكون له خيرة ولا إرادة بل تكون إرادته تابعة لإرادة مولاه كما هو شأن العبد - والله الموفق.
ثم علل بغيهم بقوله: (أن ينزل الله (ذو الجلال والإكرام) من فضله (وفي صيغة) ينزل (إشعار بتمادي ما يغيظهم فيما يستقبل، وبشرى للنبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) والمؤمنين) على من يشاء من عباده (من العرب الذين حسدوهم.
ثم سبب عن ذلك قوله) فباؤوا) أي رجعوا لأجل ذلك) بغضب (في حسدهم لهذا النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لكونه من العرب) على غضب (كانوا استحقوه بكفرهم بأنبيائهم عناداً.
ثم علق الحكم الذي استحقوه بوصفهم تعميماً
الصفحة 45
358