كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 2)
ثم كشف ستر مقالتهم هذه بأبين نقض فقال) قل فلم) أي تسبب عن دعواكم هذه أن يقال لكم: لم) تقتلون أنبياء الله (الملك الأعظم مع أن كتابكم محرم لمطلق القتل فكيف بقتل الأنبياء ثم بين أن كفرهم بهذا القتل إنما هو بطريق الرضى بقتل أسلافهم بقوله مثبتاً الجار لأن ذلك كان منهم في بعض الأزمان الماضية) من قبل (وفي صيغة المضارع تصوير لشناعة هذا القتل بتلك الحال الفظيعة ورمز إلى أنهم لو قدروا الآن فعلوا فعلهم، لأن التقدير: وتُصرّون على قتلهم من بعد؛ وفيه إيماء إلى حرصهم على قتل النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تحذيراً منهم، ولقد صدق هذا الإيماء الواقع، فقد عزم بنو النضير على أن يلقوا عليه صخرة، وسمّه أهل خيبر.
ثم أورد مضمون دعواهم بأداة الشك فقال) إن كنتم مؤمنين (إشعاراً بأن مثل ذلك
الصفحة 49
358