كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 10)

ما كان، ولم تذكر إثر قصص الأعراف لما بقي من استيفاء تلك القصص الحاصل ذلك في سورة هود؛ ثم إن ذكر أحوال المؤمنين مع من كان معهم من المنافقين وصبرهم عليهم مما يجب أن يتقدم ويعقب بهذه القصة من حيث عاقبة الصبر والحض عليه - كما مر، فأخرت إلى عقب سورة هود عليه الصلاة والسلام لمجموع هذا - والله تعالى أعلم؛ ثم ناسبت سورة يوسف عليه الصلاة والسلام أيضاً أن تذكر إثر قوله تعالى {إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [هود: 114] ، وقوله {واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} [هود: 115] وقول {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} -[هود: 118] الآية، وقوله {وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون} [هود: 121] فتدبر ذلك، إما نسبتها للأولى فإن ندم إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام واعترافهم بخطاء فعلهم وفضل يوسف عليه الصلاة والسلام عليهم
{لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين} [يوسف: 91] وعفوه عنهم {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم} [يوسف: 92] وندم امرأة العزيز وقولها {الآن حصحص الحق} [يوسف: 51]- الآية، كل هذا من باب إذهاب الحسنة السيئة، وكأن ذلك مثال

الصفحة 12