كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (اسم الجزء: 13)

الغيظ؛ ثم بين ما لاح في وجوههم فقال: {يكادون يسطون} أي يوقعون السطوة بالبطش والعنف {بالذين يتلون عليهم آياتنا} أي الدالة على أسمائنا الحسنى، وصفاتنا العلى، القاضية بوحدانيتنا، مع كونها بينات في غاية الوضوح في أنها كلامنا، لما فيها من الحكم والبلاغة التي عجزوا عنها.
ولما استحقوا - بإنكارهم وما أرادوه من الأذى لأولياء الله - النكال، تسبب عنه إعلامهم بما استحقوه، فقال مؤذناً بالغضب بالإعراض عنهم، آمراً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتهديدهم: {قل أفأنبئكم} أي أتعون فأخبركم خبراً عظيماً {بشر من ذلكم} الأمر الكبير من الشر الذي أردتموه بعباد الله التالين عليكم للآيات وما حصل لكم من الضجر من ذلك، فكأنه قيلك ما هو؟ فقيل: {النار} ثم استأنف قوله متهكماً بهم بذكر الوعد: {وعدها الله} العظيم الجليل {الذين كفروا} جزاء لهم على همهم هذا، فبئس الموعد هي {وبئس المصير*} .
ولما أخبر تعالى عن أنه لا حجة لعابد غيره، وهدد من عاند، أتبعه بأن الحجة قائمة على أن ذلك الغير في غاية الحقارة، ولا قدرة

الصفحة 94